ندوة للرفيق حسن كريم، عضو قيادة منظمات الحزب الشيوعي اللبناني في الخارج عن تاريخ الحزب، لمناسبة الذكرى المئوية لتاسيسه ضمن فعاليات خيمة النداء والحزب الشيوعي اللبناني في مهرجان الهومانيتي في فرنسا.
حزب كرس مفهوم المقاومة الوطنية ضد الاستعمار من اجل الاستقلال الوطني ، وأطلق جبهة المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الصهيوني في16 أيلول من العام 1982.
هو حزب أدخل مفهوم العمل الحزبي والنقابي إلى لبنان، فناضل مع العمال والمزراعين والفلاحين وذوي الدخل المحدود .
هو حزب ناضل مع الشباب والطلاب منتزعاً لهم ومعهم “الجامعة الوطنية اللبنانية” .
تأسس حزب الشعب اللبناني في في 24 اكتوبر من العام 1924 من مجموعة من العمال والمثقفين الثوريين في منطقة الحدث اللبنانية .
.
في عام 1948 رفض الحزب الشيوعي اللبناني قرار تقسيم فلسطين رفضا تاماً.
ثم عاد الحزب للعمل السري بعد أن قامت السلطة اللبنانية بشن حملات اعتقال في إطار قانون الطوارئ الذي نفذته عام 1948 بسبب الحرب الفلسطينية .
في عام 1956 وقف الحزب الى جانب مصر ضد العدوان الثلاثي .
تابع الحزب مسيرته النضالية المطلبية في إطار القضايا العمالية والشعبية المطلبية من إضرابات عمال وموظفي الكهرباء والنقل المشترك والمياه وعمال الريجي وعمال معمل غندور.. الخ إلى المهرجانات والندوات واللقاءات الشعبية العامة والاحتفالات بمناسبة عيد العمال العالمي في الاول من أيار ، ثم حملة شعبية للدفاع عن حقوق المستأجرين الفقراء ، ثم عقد المؤتمر الزراعي الاول في الجنوب ثم البقاع ، ومؤتمر تربوي حول حق العلم للجميع تحت شعار الزامية التعليم ونوعيته وتعزيز المدرسة الوطنية الرسمية ، وتشكيل لجان شعبية حول قضايا اجتماعية صحية وخدماتية وسواها.
في تموز عام 1968 عقد الحزب الشيوعي اللبناني مؤتمره الوطني الثاني، وقدم مراجعة نقدية ماركسية مهمة جدا،ً حول مفاهيمه الخاطئة للمسألة القومية.
بعد المؤتمر تم تشكيل الحرس الشعبي بعد تظاهرات 23 نيسان 1969 في لبنان ،أعلن الرفيق نقولا الشاوي عن قيام الحزب بتشكيل الحرس الشعبي لحماية الحدود اللبنانية ضد الاعتداءات الإسرائيلية . وبعدها بعام تم تشكيل قوات الانصار عام 1971 لنفس الغاية. حيث سقط للحزب الشهيد علي أيوب في مواجهة العدو الإسرائيلي في بلدته عيناثا – الجنوب عام 1972.
لقد تميزت فترة السبعينيات بدور كبير للحزب في النهوض الديمقراطي والنضال الشعبي العام، كانت أولى بوادره في احتفلات أول أيار من عام 1970 حيث توحدت الحركة النقابية في إطار الاتحاد العمالي العام ، كما تميزت هذه الفترة باتساع ونهوض الحركة الطلابية التي ترافقت مع تحركات المعلمين الواسعة حيث .شهدت هذه الفترة الإضرابات العمالية التي تخللتها المظاهرات ووقع فيها شهداء وجرحى.كما شدت المدن والارياف اللبنانية نشاطات وتحركات فلاحية متعددة من أبرزها حراك مزارعي التبغ في الجنوب التي سقط فيها شهداء برصاص السلطة.ولا بد من القول أن الحزب الشيوعي كان القوة المحركة لهذه التحركات .
رغم ذلك العنف بقي الحزب الشيوعي متمسكا بالنضال الديمقراطي السلمي لتحقيق أهداف الجماهير. أكد ذلك في مؤتمره الثالث المنعقد عام 1973.
وفي الوقت ذاته استمر في اصدار ثلاث صحف ومجلات، يومية وأسبوعية وفصلية هي النداء،الأخبار والطريق ونشط الشيوعيون لإيصال هذه الصحف الى معظم المناطق اللبنانية لتوضيح رأيهم أمام الرأي العام.
في عام 1978 تصدى الحزب الشيوعي للاجتياح الاسرائيلي الاول في الجنوب وسقط له شهداء في المواجهة المباشرة.
في عام 1982 اجتاحت القوات الإسرائيلية بعد حصار دام مئة يوما العاصمة بيروت حيث واجهت هذه القوات المحتلة أثناء توغلها مقاومة شرسة كان للشيوعيين ملاحم بطولية فيها .وبعد سقوط بيروت والقسم الأكبر من الجبل بيد الغزاة، سارع كل من الحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي الى إطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ،فأعلن البيان التأسيسي لهذه الجبهة في 16 أيلول 1982 من منزل كمال جنبلاط موقعاً من كل من جورج حاوي(الأمين العام للحزب) ومحسن ابراهيم (الأمين العام للمنظمة)
عام 1989 ،وافق الحزب على اتفاق الطائف “كأساس عملي لوقف الحرب” والشروع في بناء الدولة الوطنية الديمقراطية بالرغم من استبعاد الحزب من قبل القوى الطائفية ورعاة الاتفاق الاقليمية والدولية من كافة التعيينات المتفق عليها في المجلس النيابي وفي الوظائف العامة.
كما دعا الحزب إلى عقد مؤتمر وطني حقيقي شامل للحوار والمصالحة ينطلق من قاعدة الإقرار باتفاق الطائف ليبحث في سبل وآفاق تطويره بناء الوطن الديمقراطي . فأقام الحزب مهرجانا سياسيا وجماهيريا حاشدا في انطلياس تحت عنوان المصالحة الوطنية اللبنانية.
لكن المتغيرات الدولية عام 1990 وإنهيار تجربة الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي أثر كثيرا على مجريات النضال والعمل في لبنان والمنطقة عموما. وخاض الحزب عام 1992 الانتخابات النيابية على هذا اساس النهوض بالدولة الوطنية الديمقراطية وتم فرض حصار مطبق من قبل سلطة تحالف القوى الطائفية بقرار من القيادة السورية حيث منع مرشحوه من دخول اللوائح. بعد عام استقال الامين العام جورج حاوي وتم عقد مؤتمر استثنائي عام 1993 وتم انتخاب فاروق دحروج امينا عاما للحزب .
عام 1996 خاض الحزب الانتخابات النيابية وجاءت ترشيحاته وفقاً لمقررات المؤتمر السابع من أجل خدمة معركة سياسية يحاول الحزب من خلالها تطوير تطوير وبلورة اتجاه يساري ديمقراطي يؤكد وجوده المستقل .
عام 1998 أفرج عن المناضلة الشيوعية سهى بشارة، وكان قد تحرر قبلها دفعة من الأسرى عام 1996 من بينهم عدد كبير من الشيوعيين.
عام 1998 انعقد المؤتمر الثامن للحزب. وانتخب الرفيق فروق دحروج امينا عاما للحزب.
في 25 أيار عام 2000 تم انجاز التحرير دون قيد أو شرط وتحرير الاسرى من معتقل الخيام.
في 26/12/2003 ، انعقد المؤتمر التاسع للحزب وانتخب المجلس الوطني الجديد الدكتور خالد حدادة أميناً عاماً للحزب.
في اذار 2004 تمت عملية تبادل أسرى وجثث مقاومين بين حزب الله والعدو الاسرائيلي وكان للحزب الشيوعي حصة واسعة في هذه العملية حيث تسلم جثث 22 من شهدائه واستقبل بطله الاسير المحرر أنور ياسين.
في 7 نيسان 2004 وأثناء مظاهرة احتجاجية على الموازنة ،نكلت القوى الأمنية بالمتظاهرين واعتقلت حوالي 25 شيوعياً.
في 16 أيلول عام 2004 أقام الحزب مهرجاناً كبيراً في بلدة حصرايل- جبيل في ذكرى جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية جبيل،
في 14 شباط 2005 اغتيل الرئيس رفيق الحريري وبدا الانقسام يسلك طريقه بين مجموعة 14 آذار( لقاء البريستول) ومجموعة 8 آذار (شكرا سوريا) ورفض الحزب الشيوعي المشاركة في أي من المظاهرتين ونظم مظاهرة خاصة به في 13 اذار انطلقت من رياض الصلح وصولاً حتى ساحة الشهداء(في إشارة الى رفض الانقسام الحاصل بين الساحتين الطائفيتين)، شارك بمظاهرة الحزب أكثر من 20000 شخص وكانت شعاراتها :جلاء الحقيقة،تحقيق السيادة
وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية .
في 21 حزيران 2005 سقط الامين العام الاسبق للحزب الشيوعي القائد جورج حاوي شهيداً، بعملية اغتيال استهدفته ردا على دوره في إنطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية.
بعد ذاك، طرح الحزب موقفه من عملية الانتخابات النيابية وركز على برنامجه الوطني السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، واتخذ من اعتماد النسبية في القانون الانتخابي شعاراً له قبل انتخابات 2005،وخاض معركةً من أجل إقرارها ونظّم مظاهرة كبيرة للمطالبة بالنسبية ، وبالرغم من عدم اعتمادها في انتخابات 2005 الا أن ثقافة النسبية أصبحت منتشرة بين اللبنانيين.
وعندما بدأت الانتفاضات الشعبية في كل من تونس ومصر ساهم في مواكبة هذه التطورات من خلال اللقاء اليساري العربي ، ومن خلال تحريك الشارع الشعبي من أجل إكمال مهمة التحرير بعملية التغيير الديمقراطي, إلى حيث 17 تشرين الاول 2019 حين ساهم الحزب الشيوعي في الانتفاضة الشعبية الكبرى، كنتاج اساسي لمجموعة التحركات والنضالات على مستوى العمل السياسي ونشاط هيئة التنسيق النقابية ، والعمل النقابي العمالي والنضال الشبابي والطلابي، إضافة الى العمل السياسي. ففي 17 تشرين – اكتوبر 2019 انطلقت الانتفاضة بقوة وزخم وشارك في فعاليات هذه الانتفاضة اكثر من مليون ونصف مليون مواطن ومواطنة كسروا الحواجز الطائفية والمذهبية وطالبوا بالتغيير الديمقراطي. وبقي الحزب مواكبا للانتفاضة بقوة وفعالية إلى حين محاولة الطبقة المسيطرة بكل اطيافها تطويقها وتفريقها واتهامها بالـتآمر على الوطن بدافع من القوى الطائفية للقضاءعليها خوفا على امتيازاتهم الطبقية ومواقعهم الطائفية والسياسية. وكان للحزب دورا اساسيا في كل من بيروت والجبل وصيدا وصور والنبطية والبقاع الاوسط وبعلبك والهرمل وطرابلس..حيث شارك الآف الشيوعيين في سلسلة نشاطات يومية في الساحات العامة للتعبئة على أهمية الانتفاضة في ابعادها الاجتماعية والسياسية وقدرتها الجماهير الشعبية على كسر النظام القائم والضغط عليه لإجراء اصلاحات سياسية وفي مقدمها قانون للانتخاب يقوم على النسبية والدائرة الوطنية الواحدة ومن خارج القيد الطائفي، وان يتبنى مشروعا للاقتصاد الوطني المنتج، ويعمل على الغاء الطائفية السياسية واقرار قانون موحد للاحوال الشخصية بدلا من القوانين الطائفية ، ويرفع كل اشكال التمييز بحق المرأة في القوانين والتطبيق، وأن يخفض سن الاقتراع الى 18 سنة ويرفع سن الزواج الى 18 عاما للقضاءعلى تزويج القاصرات. هذا البرنامج يشكل مدخلا من أجل بناء الدولة الوطنية الديمقراطية.
لقد استطاعت السلطة السياسية تطويق الانتفاضة واعتقال الكثير من ابنائها، ومحاكمتهم، والتجديد لنفسها من خلال قانون انتخابي طائفي. ترافق ذلك مع تعمق الخلافات داخل الطبقة السياسية وتعززت انقساماتها ، ما ادى الى ارتكاب اكبر سرقة موصوفة بتاريخ السرقات وهي الاستيلاء على اموال المودعين، وبدء الازمة الاقتصادية والمالية الضاربة حتى الآن. حيث تحول كل اللبنانيين الى فقراء أو مشاريع مهاجرين ، بعد انهيار الليرة اللبنانية على حساب الدولار اثر سرقته أو تهريبه للخارج من الطغمة المالية بالشراكة مع السياسيين.
اليوم، يعيش الشعب اللبناني أسوأ ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية حيث لا ماء ولا كهرباء ولا دواء او طبابة ولا عمل، في ظل توافد اليد العاملة الرخيصة المنافسة الى لبنان ، وأكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري، في ظل غياب تام للسلطة السياسية عن القيام بدورها لتنظيم الاوضاع. ما يؤثر ذلك سلبا على اكثرية المواطنين اللبنانيين الذين باتوا يرزحون تحت ثقل الضرائب الكثيرة والمتكررة مع كل اقرار لموازنة جديدة. نتيجة إفلاس خزينة الدولة بفعل الهدر والفساد والمحسوبيات.
هذا العام 2024 يحتفل حزبنا بالذكرى المئوية لتأسيسه، وكان حزبنا قد أعلن عن برامج متنوعة لمدة عام كامل لتنشيط قواعده وقطاعاته ونقاباته العمالية والمهنية والنسائية والشبابية والطلابية والتعبئة بندوات وزيارات ومهرجانات ولقاءات فكرية وثقافية وفنية وغيرها من أجل أن تكون المناسبة حافزا للشيوعيين واصدقائهم لتعزيز دورهم في المعركة الوطنية. لكن التطورات السياسية بعد 7 تشرين الاول 2023 والعملية البطولية للمقاومة الفلسطينية في داخل فلسطين المحتلة، ثم العدوان الصهيوني وحرب الابادة الجماعية المستمرة منذ 11 شهرا في غزة احاصرة الصامدة والمقاومة غيرت الكثير من المعادلات في فلسطين ولبنان والمنطقة برمتها. حيث تحول شعار حزينا مباشرة وفق للاولويات، من خلال نداءقيادة الحزب لتعزيز دور المقاومة عبر " جبعة المقاومة الوطنية اللبنانية" . لدعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في مقاومته من اجل التحرير والعودة واقامة دولته الوطنية وعاصمتها القدس. وتدعيم الساحة الوطنية اللبنانية من أجل تعزيز المواجهة ضد العدو الصهيوني في حال توسيع دائرة الحرب او محاولة دخول هذا العدو الى إرضنا.
إن الحزب الشيوعي اللبناني الذي قدم للوطن 187 شهيدا وأكثر من 1200 جريح ومعوق وشرك في العمليات البطولية ضد الاحتلال أكثر من 7000 رفيق ورفيقة سيبقى المدافع دائما عن أرضه .
لكن، برغم الصعوبات، فإن حزبنا وفي الذكرى ال42 لإنطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية يستضيف اللقاء اليساري العربي العاشر في بيروت ما بين 13 الى 15 أيلول / سبتمبر الحالي.
تحت شعار لتعزيز دور اليسار العربي في مواجهة العدوان الامبريالي- والصهيوني على غزة ولبنان والمنطقة . كما يستضيف حزبنا الشيوعي اللقاء ال24 للاحزاب الشيوعية والعمالية العالمية في مناسبة مئويته ما بين 24 إلى 27 أكتوبر دعما لنضال الشعب الفلسطيني واللبنانية ودعما للمقاومة الوطنية.
مئة عام من النضال والمقاومة الوطنية لم يبدل الحزب في مؤتمراته ال12 مواقفه المبدئية ، وبقي حزبا ماركسيا - لينينيا ثوريا ربط بين التحرير والتغيير الديمقراطي طريقه من أجل دولة وطنية ديمقراطية مقاومة. ومن أجل النهوض بمشروع حركة التحرر الوطني بقيادة ثورية ، ومن أجل جبهة مقاومة وطنية عربية شاملة وفي المقدمة تحرير فلسطين ، ومن أجل بناء الاشتراكية الثورية ، والاممية الانسانية لعالم أفضل.
عاشت الذكرى المئوية للحزب الشيوعي اللبناني
تحية لشهداء النضال الوطني الديمقراطي وشهداء المقاومة الوطنية.
تحية لشهداء فلسطين
الحرية للاسرى
عاش حزبنا الشيوعي اللبناني حزب العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين وعموم الفئات الاجتماعية المفقرة من أجل: وطن حر وشعب سعيد.